الأربعاء، 8 نوفمبر 2017

نجوى كرم لـ «الراي»: أحرص على التواصل مع الأجيال الجديدة ... هي التي تمدّ في عمري الفني


نجوى كرم لـ «الراي»: أحرص على التواصل مع الأجيال الجديدة ... هي التي تمدّ في عمري الفني


مِن نجاحٍ الى نجاح، ومن خلال استمراريةٍ لم تَشُبْها شائبةٌ ونجوميةٍ لم تهتزّ، تُثْبِت نجوى كرم أنها ستكون مَدْرَسة فنية للأجيال القادمة.
«شمس الأغنية» التي صنعتْ نجاحها ونجوميتها بإصرارٍ وعناد، سعتْ بجدٍّ وجهدٍ وكدٍّ وتعبٍ لأن تصبح الرقم واحد عربياً، هي التي تُستقبل بزفة عروس في حفلاتها في أيّ بلد غنّت فيه، للتأكيد على مكانتها الفنية التي لا يُنازِعُها عليها أحدٌ، صوتاً وحضوراً وشكلاً.
نجوى كرم تحدثّتْ إلى «الراي» عن نجاحها وسرّ استمراريتها وعن علاقتها بـ «الفانز» وإطلالاتها العفوية على مواقع التواصل الاجتماعي، عن الفارق بين نجومية المهرجانات ونجومية «السوشيال ميديا» ومواضيع أخرى في الحوار الآتي:
• تؤكد النجاحات المستمرّة التي تحقّقينها وجودك على الساحة الفنية، وهذا الأمر تثبته المهرجانات والحفلات التي تشاركين فيها. ولا نبالغ إذا قلنا إن كل مهرجان تشاركين فيه، يتحوّل إلى عرس وهذا ما لمسناه في أكثر من دولة عربيّة بينها لبنان. ولا شك في أن المَحبّة من الله، ولكنك ما سرّ هذا النجاح الذي يلازم مسيرتك الفنية عاماً بعد عام؟
- الفن يتطلّب متابعةً من كافة نواحيه وعلى جميع الأصعدة. يحتاج الفن إلى اهتمام ويجب أن يَشعر الفنان وكأنه لا يزال في مرحلةِ البدايات. ولذلك، كلما اشتغل الفنان في البدايات على تحقيق شهرة واسعة وعلى أن يكون معروفاً إعلامياً، وكلما عرف كيف ينال رضى الناس عنه، والأهمّ كيف يَحترم هو الجمهور من خلال ما يقدّمه من كلمة ولحن وعمل، عدا الاهتمام بصوته وبصحة صوته، كل هذه الأمور تشكّل الأرضية للاستمرارية. وأنا شخصياً أحبّ أن أحافظ على هذه الركائز، كما أحرص على التواصل مع الأجيال الجديدة، لأنها هي التي تمدّ في عمري الفني وتمنحني خلايا جديدة لتقديم كل ما هو جديد.
• نحن في عصر «السوشيال ميديا». كم تخصّصين من وقتك لها بهدف التواصل مع «الفانز» وكم تشعرين بأنها جزء أساسي من نجاح الفنان وتواجده؟ إذ حتى لو اكتفى بنشر تغريدة على «تويتر»، فهذا الأمر كفيل بتناقُل أخباره إعلامياً وعلى المواقع الإلكترونية؟
- هذا أمر مؤكد، لأن اسمها مواقع تَواصُل اجتماعي. هذه المواقع أزالتْ الحواجز بين الفنان وبين محبّيه، وبات متاحاً أن يتواصل معهم مباشرةً للإطمئنان عنه ومعرفة أخباره من دون زيادة أو نقصان، سواء في يومياته العادية أو مشاريعه الفنية. ولا شك في أن «السوشيال ميديا» هي منبر وسيف ذو حدين، إذ إنها تخطف الناس من عالمهم الاجتماعي ولكنها في الوقت نفسه تحوّل العالم قرية صغيرة، وأنا حريصة على هذه القرية التي تضمّ المُحِبين من «الفانز» الذين يتتبعون أخباري الحقيقية.
• هناك فنانون هم في الحقيقة نجوم «سوشيال ميديا»، فهل ترين أن مواقع التواصل الاجتماعي صنعتْ نجوماً من لا شيء، وأنتِ شخصياً كيف تتعاملين معها، خصوصاً وأننا أصبحنا نشاهدك في الفترة الأخيرة وأنت تطبخين وتأكلين المشبّك وتعدّين الفطائر؟
- أحياناً نعتمد العفوية في إطلالتنا كي نكون حقيقيين وعلى سجيّتنا وطبيعتنا وننقل الأشياء كما هي. وإذا خُطفتْ لنا صورة وأعجبتْنا، يمكن أن ننشرها على «السوشيال ميديا» كي يُشارِكنا بها الجمهور، فيَشعر «الفانز» بأنه لا توجد حواجز بيني وبينهم.
ولا شك في أن «السوشيال ميديا» باتتْ تشكل عنصراً أساسياً في حياة الفنان، ولكن مَن يملك ملايين المتابعين على «السوشيال ميديا»، فهذا لا يعني أن الملايين سيتواجدون في حفلاته. جمهور «السوشيال ميديا» يختلف عن جمهور الحفلات، والأقلية منه يمكن أن تتواجد في حفلات الفنان، والعكس صحيح. وأعتقد أن مَن يلاقي الفنان في حفلاته ليس بالضرورة هو نفسه الذي يتابعه على «السوشيال ميديا»، فجمهور مواقع التواصل جديد وشبابي، يتابع وأحياناً يتواجد في الحفلات، بينما جمهور الحفلات هو جمهور شبّاك التذاكر الخاص بالفنان أي أنه صدى الأغاني الذي يُترجم بالتفاعل الحقيقي والمباشر على المسرح وفي المدرّجات. أما بالنسبة إلى صدى الأغاني على «السوشيال الميديا»، فكلنا لدينا فضول كي نعرف الأغنية ونشاهدها ونسمعها، ولكن ليس بالضرورة أن نحبّها وأن نذهب من أجلها لحضور الفنان في حفلاته.
• تشاركين في ألبوماتك ليس غناءً فقط بل أيضاً في كتابة الشعر وربما في بعض الجمل اللحنية، فهل ترين أنه يجب أن تتدخّلي في عملك على مستوى الكلمة واللحن؟
- لستُ شاعرة في الأساس ولا يهمّني أن أتصدّر كشاعرة في أغنياتي، ولكن في بعض الأحيان أحب أن أنقل بعض الخواطر إلى الناس لأنني أُعجبتُ بفكرتها، سواء بسبب أسلوبها أو لأنها تطرح موضوعاً معيناً بطريقة جذابة، ولمَ لا؟
منذ بداياتي كنتُ أتعاطى مع الشاعر وفي غالبية الأحيان كنتُ أنا مَن يطرح الموضوع، وفي كثير من الأحيان نغيّر معاً في الأفكار، ليس لكوني شاعرة بل لأنني أريد غناء الكلام والموضوع الذي أشعر به وأتفاعل معه، كما هي الحال بالنسبة إلى أي فنان أو مطرب يحتاج الى كلمة يشعر بها ويتفاعل معها. بالنسبة إلى الألحان، يمكن أن أَسْتذوق بعض الجمل اللحنية، ويمكن ألا أحب جملاً لحنية أخرى، ولكن في النهاية يجب التركيز أولاً وأخيراً على صوتي وهذا ما اعتدتُ عليه منذ بداياتي الفنية.
• أحياناً يَحصل تَضارُب في المعلومات التي تتعلّق بمراتب الألبومات واحتلالها للصدارة، ويَدخل «الفانز» في حروب في ما بينهم لأن كلاً منهم يدّعي أن ألبوم نجمه المفضّل هو الأول. ما رأيك بهذا الموضوع، وكيف تتعاطين معه وتنظرين إليه؟
- كل «الفانز» يهمّهم دائماً أن يكون فنانهم المفضّل هو الأوّل، وهذا ليس مهماً، لكن تبقى الأولوية لشباك التذاكر وللإقبال على المهرجانات والحفلات. أنا من الفنانين الذين لا يُخْفون الحقيقة عندما أَنقل بشكل مباشر، أي «لايف»، عبر «سناب شات» و«إنستغرام» و«فيسبوك» بعض اللقطات من حفلاتي ومهرجاناتي وكيف يردد الجمهور معي الأغاني. أنا أنقل الصورة الحقيقية ولا يهمّني أن أكون الأولى أو أوضع في مكانٍ ما أنني الأولى أو الثانية، سواء من «فانزاتي» أو من «فانز» غيري، بل يهمّني أن أنقل الصورة الحقيقية من خلال مهرجاناتي لأنها وحدها تعبّر عن الحقيقة.
• أنت من الفنانات القليلات اللواتي تمكنّ من المحافظة على شكل أنيق وجسم رياضي وإطلالة جميلة بعيداً عن المبالغة في عمليات التجميل، فهل تشعرين بأن التوازن ضروري في منْحك هذا الشكل اللائق وغير المزيّف؟
- مَن يمارس الرياضة لا يمكن أن يكون «Over» في أشياء أخرى ولا يضطر إلى عمليات تجميل، لأن الرياضة «تزيّن» الجسم. ويجب ألا ننسى أن هناك أساساً، ولذلك فإنني أحرص على الشكل المرتّب والأنيق. فأنا لا يهمّني أن أكون «موديل» أو «فاشينيستا» تعرض الملابس فقط، بل يهمّني أن أكون مرتاحة مع نفسي على المسرح، أن أتنفّس بشكل صحيح، وأغني بشكل صحيح، وأتنقّل بشكل صحيح وأن أرتدي ملابس لا تؤذي عيون الناس. الرياضة هي الصحة، وكما قيل فإن العقل السليم في الجسم السليم.
• هل تؤمنين بأنه لم تعد هناك نجمة أولى في العالم العربي، وهل يمكن القول إنه بالإضافة إليك تُعتبر نانسي عجرم وإليسا وهيفاء وهبي وسميرة سعيد وشيرين عبدالوهاب وأصالة نجمات الوقت الحالي؟ وهل يعود السبب إلى كوننا نعيش عصر الأغنية الضاربة؟
- في كل العصور لطالما كانت هناك أغنية ضاربة أو أغنية يرددها الناس دائماً، تحيي الفنان مجدداً وتصبح جزءاً من تاريخه الفني. ويجب ألا ننسى أنه إذا برز فنان بـ «هفوة» أو بأغنية، فإنه يمكن تصنيفه مع الفنانين الذين لهم تاريخ فني، وأقول هذا من دون تسميات. ولذلك، لا يجوز الخلْط بين مواقع الفنانين وأحجامهم، فهناك فنانون أصبحوا مَدراس تقريباً وربما يصبحون كذلك بعد عشر سنوات، فإذا لم تَضرب لهم أغنية بينما ضربتْ لـ «حدا غنية ع الماشي»، فإن الأخير لن يُقعِد المَدْرَسة في بيتها، لأن الاستمرارية هي التي تؤكد وجود الفنان على الساحة الفنية. ومن هنا، فإن كلمة مطرب لا تعطى «عبثاً» أو كيفما كان، بل بناءً على استمرارية تمتدّ لسنوات، وعندما يصبح الفنان مَدْرَسةً للجميع.
• شاركتِ حتى الآن كعضو لجنة تحكيم في برنامج «آرابز غوت تالانت»، فهل ستكتفين بهذه التجربة أم يمكن أن تخوضي تجارب أخرى جديدة من خلال تقديم البرامج أو التمثيل أو الإعلانات؟
- من خلال ما نقدّمه للناس ونجاحاتنا، تَصِلُنا عروض كثيرة يمكن أن تُناسِب شخصيّتنا وربما العكس. وتالياً، ما لا يُناسِب شخصيتي لا أتواجد فيه وما يَتناسب معها أتواجد فيه، ومن بينها برنامج «آرابز غوت تالانت» الذي وجدتُ أنه يُناسِبني ويضيء على جوانب في شخصيتي لم تكن ظاهرة في شخصيتي الفنية. الدنيا عرض وطلب، والموضوع كله ليس سوى تكملة لحياتنا الفنية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق