الخميس، 1 أغسطس 2013

شاشة - نجوى كرم في "يخليلي قلبك": فساتين ومجوهرات وعلى الدنيا السلام

شاشة - نجوى كرم في "يخليلي قلبك": فساتين ومجوهرات وعلى الدنيا السلام


 

تُجهَّز الذريعة بحثاً عن عزاء: البساطة تصل أسرع من الأفكار "المعقّدة" في الفيديو كليبات. انه التعريف "المستحدث" للابتكار. المخرج فادي حداد قدّم الفنانة نجوى كرم في أجمل اطلالة في كليبها الأخير "يخليلي قلبك"، وفاته ان يقدّم فكرة.

تبدو الحال تحدياً: أنا الأجمل. ينتظر الجمهور نجوى كرم منذ "أنا ما فيّ حبك أكتر من عينيّ"، وجاءت "الدوم تاك" لتشكّل انتظاراً آخر، على رغم الانتقادات وصدمة الانطباع الأول.
كاد الببغاء يشهر افلاسه، والفنانات الطافحات بالشهرة تخرجن من السيارة "سبونسر" العمل، فتلاحقهن الكاميرات لالتقاط اللحظة حين يصرخ الجمهور وكأنه يرى شبحاً. لو قُدِّمت لهذا المشهد أغلى أزياء الكون لظل عادياً، أقله بالنسبة لبعض الذين يبحثون في الصورة عن بُعد ما.
دعونا لا نهرب من دراما رمضان الى المزيد من الدراما، فحداد أظهر نجوى كرم بكامل حضور المرأة، وهي تارة عاشقة وتارة مشتاقة، وطوراً الاثنين معاً. فساتينها الأربعة صُممت من أجل "شمس الأغنية"، فتعمّد المخرج ان تنال الظهور كاملاً. تألقت نجوى كرم، وراحت تتفوّق على الأشياء القليلة من حولها: الأضواء التي كان في امكانها ان تحتال لإبهارنا، الفرقة الراقصة التي كادت تذوب كلياً في الكادر الأسود، وكل المشاعر التي تحدث عند السعادة. إذا كان المراد من العمل الاقرار بالجمال، سنقرّ بذلك. وإنما من المستغرب ان تتصوّر الأغنية لتقدّم الفنانة بصورة الأكثر فخامة وانغماساً بالترف في هذا العالم.
تسبقها الفساتين دائماً، حتى الى قلب الطبيعة، فيما الآخرون من حولها يتراشقون بالماء. المخرج وليد ناصيف وقّع "ما في نوم" وذكريات الصيف الفائت. ولكن الأحمر الذي ارتدته في "يخليلي قلبك" مستبدّ، يندفع ولا يأبه للتفاوض. رائعٌ هو زهير مراد، المبدع من وطننا. ليت حداد خرج عن نسق الكليبات أخيراً، وقدّم ما يجعلنا نتردد قبل وصف العمل بأنه تغيير ملابس ولا شيء آخر.
ينبغي ألا تتحوّل شركات المجوهرات عصباً فنياً. لم يكن حداد أول من غيّب الرجل عن العاشقة. سبقه جاد شويري في "غريبة هالدني" لنوال الزغبي. هنا على الفنانة ان تفتح بنفسها العلبة الفاخرة. شوي شوي، لا تتسرّعي أيتها الكاميرا. ارصدي الألماسات حبة حبة، والماركة المشهورة بكل ما تمتلكين من الطرق المباشرة محافظة على الحقوق المحفوظة. من السيئ ان تكون الصورة الى هذا الحدّ سهلة. لا بد من مَخرج لإرضاء المعلنين. محزن كيف "تُهان" الأعمال الفنية بالأقراط والسيارات والهواتف الذكية، وبشاشة تلفزيون تختصر زمن الآلة.
المحاسبة على العمل لا على النيات. أغلب الظنّ ان بعض المخرجين يسأل عن الجهات الداعمة قبل تكوين الفكرة، والتعبير الأدق تركيبها. جراء الانهماك في الصورة الجميلة، جاء الكليب وكأنه ملكية خاصة للفانز وبعض المعنيين من دون كل الناس. حتى مشهد الشمس والكواكب أتى بديهياً، فمفهوم العطاء في العمل تطلّب اللاحدود.
"
شمس الأغنية" في السماء: "لأقطف من سابع سما سبع نجوم/ فرفطهم نجمة نجمة عتيابك/ لا تعذّب حالك والله ما في لزوم/ مفتاح القلب رميته بجيابك". تُستذكر النجوم، فيُصوَّر المشهد في الفضاء الواسع.
لم تكن "يخليلي قلبك" من أجمل ما كتب نزار فرنسيس. كلمات عادية، لحّنها جورج مارديروسيان ووزعها طوني عنقة. تليق بأعمال نجوى كرم سطور مختلفة، لكن حداد، وبدلاً من ان يدعم الأغنية بفكرة تترك فينا لمساتها، اختار ان يترجمها حرفياً وكأن الجمال لا يُرى إلا بالعين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق