شنّوا حربا على صليب نجوى كرم فرفعوا راية الجهل والعنصرية
كادت تتحول صفحات التواصل الإجتماعي خلال الساعات الماضية إلى ساحة حرب طائفية.. يصعب تصديق الموضوع إلاّ أن ما حدث تخطى المحظور وكشف جهل عدد كبير من روّاد الإنترنت الذين من المفترض أنهم أصحاب العلم والمعرفة والتطوّر.
هي صورة عفوية نشرتها شمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم عبر مواقع التواصل الإجتماعي تشارك بها متابعيها يومياتها وتحركاتها، من يعلم بكل ما أحدثته هذه الصورة من إنقلابات وإحتجاجات يظنّ لوهلة أن فيها عيباً، وحين يجول على التعليقات لمعرفة محور النزاعات يجد أن سبب الإعتراضات والشتائم التي إنهالت عليها هو "الصليب" الذي تضعه نجوى وهو رمز للدّيانة المسيحية التي تنتمي إليها.
أخجل من كلماتي حين أكتب عن هذا الموضوع، فهل فعلاً نحن شعب جاهل إلى هذه الدّرجة؟ هل نلغي الإنسان، نكفّره ونحلّل كل مساوئ الدّنيا عليه فقط لأنه يتبع ديانة مختلفة عن ديانتنا؟
هذه هي الحالة التي وصلنا إليها، وهذا ما تعرّضت له نجوى كرم التي لم تخجل يوماً بديانتها بل كانت من أكثر النجوم تباهياً بمسيحيتها وأمام الملايين من متابعيها عبر كل شبكات التواصل الإجتماعي لكن الحالة المرضية عند البعض وصلت إلى أقصى درجات العنصرية والإنحدار وخاصةً مع هذه الصورة فخرجوا بأبشع العبارات النابية وتعرّضوا لأمّة المسيح جمعاء عبر صفحة فنيّة لفنانة لبنانية الأصل عربيّة الإنتماء هويتها الفن ورسالتها إسعاد الناس، وهو ما ندّد به بعض الذين ينتمون إلى ديانات أخرى مطالبين الجميع بإحترام معتقدات نجوى وغيرها، لكنهم مع الأسف كانوا الأقليات.
نأسف على ما آلت إليه الأمور، فاليوم وبين متابعينا على مواقع التواصل الإجتماعي أشخاص لو كان لرصاصاتهم مفعولا إلكترونياً لقتلوا وحلّلوا هدر دّم غيرهم من أصحاب الديانات والطوائف الأخرى. بتجــرد، دعوا الفن لنا ولا تقتربوا منه فهو المكان الوحيد الذي لا يزال نوعاً ما يجمع بين الشعوب رغم كل الإنقسامات والنزاعات، دعوا النجوم والفنانين فوحده صوتهم اليوم يعلو على أصوات القنابل والرصاص، دعوا نجوى كرم ولا تقتربوا منها فشمس فنّها ستظلّ مصدر دفئ الأغنية اللبنانية والعربية التي لا تعترف بأي شكل من أشكال العنصرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق