إتركوا نجوى كرم بسلام!
يبدو أن العنصرية وصلت إلى مرحلة متقدمة في تفكيك وإضعاف الجسم العربي والقضاء على رمز التنوع في الشرق الأوسط والتعايش بين الأديان السماوية دون أي تفرقة لأن الدين لله عز وجل مهما إختلفت الأديان وتعددت فإن الإيمان في القلب، والله سبحانه العالم في نفوس عباده. إنتقلت العنصرية والمذهبية التي تضرب المجتمعات العربية إلى الفن، وتحول المؤمنون الذين يدعون الإيمان إلى رسل يحاسبون الفنانين حسب دياناتهم وكأننا في مرحلة شبيهة بالمرحلة التي عانت منها أوروبا في العصور الوسطى والمعروفة تحت إسم مرحلة "الظلام".
شتائم وعمليات رجم وتكفير تشهدها مواقع التواصل الإجتماعي، ولعل المثال الأكثر وجعاً ما تعرضت له النجمة اللبنانية نجوى كرم على خلفية نشرها عبر حسابها الخاص على إنستغرام صورة لها وهي تضع الصليب في عنقها، حيث رُجمت نجوى من المتطرفين ودعاة الفتنة والتفرقة بين الأديان السماوية، وكأنهم هم من يحسابون الناس، ونسوا أن الله سبحانه وتعالى هو العالم ما في نفوس الناس.
ما تعرضت له نجوى يثبت نظرية الجهل والتخلف والتطرف الذي يعاني منه البعض، وهل هذا هو الإسلام الذي تعرفونه، هل هذا هو الإسلام الذي دعى إليه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الذي جاء هدى للعالمين، أين أنتم من دين الإسلام، دين الإنفتاح والإعتدال والتسامح، أين أنتم من أخلاق الرسول الكريم وتعاليم سيدنا عيسى عليه السلام، أين أنتم من المحبة والتقارب والتعايش بين الأديان، هل تعلمون أن الناس من الأديان الأخرى قد عاشوا بأمان وسلام إبان بعثة النبي الكريم؟
يحق للنجمة نجوى كرم وأي فنان أخر سواء كان مسلم أو مسيحي أو من أي ديانة أخرى أن يمارس طقوسه وشعاراته الدينية كما يشاء وأن يعبد ربه بالطريقة التي يراها مناسبة، كفى تخلف وجهل وتعصب، إن الدين الإسلامي أسمى من تصرفاتكم المعيبة، لذ إتركوا نجوى كرم وغيرها من الفنانين أن يعيشوا بسلام بعيداً عن جهلكم وتعصبكم الأعمى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق