السبت، 21 مايو 2016

نجوى كرم في «دني يا دنا»: عُرس ألوان وفرح


 نجوى كرم في «دني يا دنا»: عُرس ألوان وفرح


يشكّل أحدث أعمال النجمة اللبنانية نجوى كرم «دني يا دنا»، الذي حمل توقيع المخرج سعيد الماروق، عرساً بصرياً من الألوان والفرح ونقلة مختلفة للمطربة الملقّبة بشمس الأغنية اللبنانية التي اختارت أن تطلّ بجديدها من على أدراج بعلبك الأسطورية.
طاقة إيجابية عالية تزخر بها أحدث أغنيات نجوى كرم المصوّرة. «دني يا دنا» التي كتبت كرم كلماتها بنفسها، وهي من ألحان جورج مارديروسيان وتوزيع طوني سابا، ترافقت في الشريط المصوّر الجديد مع قصّة بصرية رسمها سعيد الماروق برؤيا مختلفة للمطربة المتجدّدة مطعّمة بحداثة في الصورة والإطار العام وتقنيات التصوير ومواقعه.
سعيد الماروق الذي يصحّ ان نسمّيه نجم الموسم بكميّة الأغنيات المصوّرة التي نفّذها أخيراً وتلك التي يضع عليها اللمسات الأخيرة لأهمّ نجوم الغناء، لم يكن أمام تحدٍّ سهل مع النجمة المعروفة بخطّها الغنائي المميز وبهالة من النجومية كرّستها خلال سنوات من النجاح والتألّق.

في العمل الجديد تركيز على العفوية وعلى الروح الصيفية المعزّزة بالألوان والإيقاع الراقص السريع للحن والصورة على حدّ سواء. البداية مع قرع طبول مهيبة ضمن مشهدية سينمائية بامتياز تتخذ من أدارج بعلبك الأثرية مكاناً لها.

الجغرافيا والأبعاد التاريخية تزاوجت في اللقطات الأولى لتعلن انطلاقة الأغنية التي تطلق كرم من خلالها صيفها الفنّي. بفستان ملكي من تصميم نيكولا جبران تقف الديفا اللبنانية في حضرة القلعة التي استضافت عمالقة الفن اللبناني والعربي، لتتوالى بعدها التابلوهات الراقصة مع إحدى الفرق المحترفة كاسرةً كلاسيكية الصورة وبُعدها الزمني بحداثة الرقصات وأزياء الراقصين في تزاوج لافت للأزمنة.

ومن بعلبك إلى الساحل لقطات مختلفة تتراقص فيها عدسة الماروق على تقسيمات صوت نجوى وإيقاع أغنيتها. وعلى طريقة الـ slow motion والتصوير عالي الدقّة High Definition، تلتقط العدسة نثرات الألوان التي يبعثرها الراقصون بشكل بديع من خلال حركاتهم التعبيرية الراقصة، فيشعر المشاهد أنه جزء من المشهدية الملوّنة او أحد الراقصين أو المتنعّمين بتلك الدينامية العالية والطاقة الإيجابية المعدية.

لا تكاد اللقطات ترتاح برهة أو تستمهِل رمشة عين، تلاحقها لاهثاً وراء جمال الكادرات وأناقة الصورة خوفاً من أن تضيّع لحظة من متعة المشاهدة التي يعرف الماروق كيف يضخّها بحرفية وحنكة فنية في أعماله المصوّرة. نجوى الحيوية التي لا تقلّ دلعاً ولا يخفت حضورها تحتلّ الصورة بنظراتها وحركاتها وكأنها بها ومعها تحتفل بالحياة والحب.

هذا المنحى الاحتفالي لا يغيب عن العمل حتى في المشاهد الليلية، فالرقص لا يتوقّف وتتوالى التابلوهات طوال الدقائق الخمس والثماني والثلاثين ثانية. هو هذيان من الفرح والرقص السمعي والبصري بجمالية فنية عالية وتقطيع سريع يحبس الانفاس، حتى كادت النجوم نفسها «ترقص بلدي» على ما جاء في كلمات الأغنية.

وإن كانت تجربة كرم الكتابية في هذه الأغنية قد نالت أصداء متفاوتة، إلّا انّ جمهور النجمة اللبنانية التي لها مكانتها الخاصّة على الساحة المحلّية والعربية ينتظر منها دائماً التفوّق ويضع سقفاً عالياً لتوقّعاته من جديدها.

وفيما لا تشكّل الأغنية الجديدة أي انقلاب على خطّها المعروف أو خرق غير مسبوق لنمطها وإنما مجرّد استكمال للون الشعبي الذي انطبعت به على مرّ السنوات، تقف كرم اليوم أمام تحدٍّ يزداد إلحاحاً بتقديم ما يتفوّق على نجاحاتها السابقة ويبني عليها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق