«شمس الغِنّية» تسطع حبّاً للحياة في «أعياد بيروت»
يَستحيل على
بلدٍ، مهما ضاقَ الخناق على عصَب حياته، ألّا ينثرَ شعبُه الفرحَ والأمل
بقالبٍ موسيقيّ يُنسي النفسَ مآسيَ الأيام. ففي حين اعترضَ شباب المجتمع
المدني مقابل السراي الحكومي على أزمة النفايات غير المحلولة في مظاهرة
«طِلعِت ريحتكم»، اعترضَ فريق آخر في الوقت نفسِه على طريقته، متحَدّياً
فشلَ الحكّام وسياساتهم، بنجاح الموسيقى وتغلّبِها في حبّ الحياة، مشاركين
في حفل شمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم في مهرجان «أعياد بيروت».
للوهلة
الأولى، وفي كلّ مرّة نُشاهد حفلاً لنجوى كرم، يُطرَح سؤال في أنفسِنا،
فور اعتلاء الفرقة الموسيقية الخاصّة بها المسرح. كيف لصوتٍ جبَلي جبّار لا
يُغنّي إلّا الأغاني الحماسية الشعبية اللبنانية، أن تتمازج بحّتُه برقّة
الكمان وشاعريّته، كون قائد فرقتِها الموسيقية المايسترو أنطوان الشعك،
عازف لهذه الآلة الهادئة؟
ولكن فور اعتلائها المسرح، وما إن تبدأ النغمات الحماسية تتطاير ذرّاتٍ في الهواء لتصلَ إلى قلوب الجمهور ونفوسه، حتى نتلمّس انصهارَ الأضداد لنعي أنّ الموسيقى كالحياة، لا تكتمِل ولا تطال مستويات الوجود الأعلى إلّا بتزاوج المتناقضات. فلولا النهار والليل، الشتاء والصيف، الخير والشرّ لما وجِدت الحياة ولما وجِدنا نحن. ولولا قوّة صوت نجوى كرم ورقّة عزفِ قائد فرقتها الكمان لما نجحَت الألحان في اختراق ثنايا النفس الأعمق.
بعد تمهيد الفرقة الموسيقية لاعتلاء شمس الأغنية اللبنانية المسرح، على وقعِ أنغام «نَسَّم علينا الهوا»، أطلّت نجوى كرم بفستانها الذهبي مُشرقةً على ليل بيروت القاتم، ومُضيئةً بأغنيتها الافتتاحية «شمس الغنية» شوارع المدينة التي تتآكلها الهموم. من النغمة الأولى، أشعلَت نجوى كرم الجمهور، فوقفَ مغنّياً، مهَلّلاً وراقصاً على أغنياتها كافّةً، مُظهِراً حبَّه العميق لفنّانة اشتهرَت بإخلاصها للأغنية اللبنانية وأسلوبها الجبَلي.
وبعد تقديمٍ مِن الإعلامي محمد قيس، وبعد افتتاحها حفلَها بمقطع من أغنية «شمس الغنية» قالت نجوى مرحِّبةً: «لبنان ليس ذاك البلد الذي سمعنا عنه في الأخبار، لبنان وبيروت هما الفرح، الحب، الحضارة وفهم العقل». لتبدأ بعدَها بميدلي تضمّنت أغنياتها الأجمل مثل «إضحك للدنيا»، «شو هالحَلا»، «عاشقة أسمراني» وغيرها، رقصَت لها القلوب وعلت على وقعِها هتافات الإعجاب من محبّيها الذين لبسوا قمصاناً تزيّنَت بوجه الفنّانة اللبنانية.
تناغُم كبير يقلّ مثيله اليوم، يَجمع نجوى وفرقتَها الموسيقية، ويُظهِر جليّاً تعَلّقَها بكلّ عازف فيها، إذ يَشعر المشاهد أنّهم سَويّاً، يَطيرون على سحابةٍ واحدة تَطوف الأزمنة والفضاءات باحثةً عن معنى الوجود عبر الأغاني الشعبية والصوت الجبَلي القوي الذي يَملأ سموات الدنيا صدىً وحياة.
في كلّ أغنية عزف «صولو» لآلة، وتميَّزت المواويل اللبنانية بعزف على آلة الكمان للمايسترو أنطوان الشعك، فنقلنا في ثوانٍ معدودة إلى عوالم الموسيقى والتراث والقيَم والهوية اللبنانية الجبَلية الأصيلة، مهَيّئاً نفوسَ الجمهور لاستقبال صوت نجوى كرم الذي من خلاله علّمَتنا مِن جديد قيمة وطنِنا وأصلَ وجودنا.
في أغانيها هذه عرَفنا قيمة لبنانِنا التراث، الضيعة والجرود العابقة روحانية وقيَم الأجداد التي دمغَت تاريخَنا وهويتنا. حضور نجوى كرم على المسرح، هو أيضاً من عناصر نجاح الفنّانة اللبنانية القادرة على إضرام النار في نفوس عشّاقها من الكلمة الأولى.
وتقديراً منها لفرقتها الموسيقية، شاركَها في الغناء قائد فرقتِها المايسترو أنطوان الشعك، الذي تفاجَأ الجمهورُ بجمال صوته ورقّةِ إحساسه، في أغنية «عيني بعينك»، حيث امتزجَ إحساس الإثنين رقّةً وقوّةً في آن، ناقلَين الحضورَ إلى عالم الموسيقى الصافية والجميلة التي بِتنا نفتقدها في أيامنا هذه. كذلك شاركَها الملحّن جورج مارديروسيان بغناء أغنية «عالصخرة».
وفي الختام أبَت نجوى كرم إنهاءَ حفلِها من دون توجيه رسالة إلى وطنها النازف في أغنية «لا تندَه أطرَش ما بيسمع»، وقدّمَت هذه الأغنية «لأنّو قلبنا رح يبجّ» قائلةً: «يعني القاتل لازِم يقتَل والمِش قابِل لازم يقبَل جايي دَورو وْبَدّو ينزَل بالآخِر في نزلة مَوت. ما الظالم خَيّ المحتلّ وقاف وقاف وقاف ولا تْخاف تْقلْو نحنا العقدة وْنحنا الحَلّ ونحنا وْنحنا مرجَعكن كلّو».
ولكن فور اعتلائها المسرح، وما إن تبدأ النغمات الحماسية تتطاير ذرّاتٍ في الهواء لتصلَ إلى قلوب الجمهور ونفوسه، حتى نتلمّس انصهارَ الأضداد لنعي أنّ الموسيقى كالحياة، لا تكتمِل ولا تطال مستويات الوجود الأعلى إلّا بتزاوج المتناقضات. فلولا النهار والليل، الشتاء والصيف، الخير والشرّ لما وجِدت الحياة ولما وجِدنا نحن. ولولا قوّة صوت نجوى كرم ورقّة عزفِ قائد فرقتها الكمان لما نجحَت الألحان في اختراق ثنايا النفس الأعمق.
بعد تمهيد الفرقة الموسيقية لاعتلاء شمس الأغنية اللبنانية المسرح، على وقعِ أنغام «نَسَّم علينا الهوا»، أطلّت نجوى كرم بفستانها الذهبي مُشرقةً على ليل بيروت القاتم، ومُضيئةً بأغنيتها الافتتاحية «شمس الغنية» شوارع المدينة التي تتآكلها الهموم. من النغمة الأولى، أشعلَت نجوى كرم الجمهور، فوقفَ مغنّياً، مهَلّلاً وراقصاً على أغنياتها كافّةً، مُظهِراً حبَّه العميق لفنّانة اشتهرَت بإخلاصها للأغنية اللبنانية وأسلوبها الجبَلي.
وبعد تقديمٍ مِن الإعلامي محمد قيس، وبعد افتتاحها حفلَها بمقطع من أغنية «شمس الغنية» قالت نجوى مرحِّبةً: «لبنان ليس ذاك البلد الذي سمعنا عنه في الأخبار، لبنان وبيروت هما الفرح، الحب، الحضارة وفهم العقل». لتبدأ بعدَها بميدلي تضمّنت أغنياتها الأجمل مثل «إضحك للدنيا»، «شو هالحَلا»، «عاشقة أسمراني» وغيرها، رقصَت لها القلوب وعلت على وقعِها هتافات الإعجاب من محبّيها الذين لبسوا قمصاناً تزيّنَت بوجه الفنّانة اللبنانية.
تناغُم كبير يقلّ مثيله اليوم، يَجمع نجوى وفرقتَها الموسيقية، ويُظهِر جليّاً تعَلّقَها بكلّ عازف فيها، إذ يَشعر المشاهد أنّهم سَويّاً، يَطيرون على سحابةٍ واحدة تَطوف الأزمنة والفضاءات باحثةً عن معنى الوجود عبر الأغاني الشعبية والصوت الجبَلي القوي الذي يَملأ سموات الدنيا صدىً وحياة.
في كلّ أغنية عزف «صولو» لآلة، وتميَّزت المواويل اللبنانية بعزف على آلة الكمان للمايسترو أنطوان الشعك، فنقلنا في ثوانٍ معدودة إلى عوالم الموسيقى والتراث والقيَم والهوية اللبنانية الجبَلية الأصيلة، مهَيّئاً نفوسَ الجمهور لاستقبال صوت نجوى كرم الذي من خلاله علّمَتنا مِن جديد قيمة وطنِنا وأصلَ وجودنا.
في أغانيها هذه عرَفنا قيمة لبنانِنا التراث، الضيعة والجرود العابقة روحانية وقيَم الأجداد التي دمغَت تاريخَنا وهويتنا. حضور نجوى كرم على المسرح، هو أيضاً من عناصر نجاح الفنّانة اللبنانية القادرة على إضرام النار في نفوس عشّاقها من الكلمة الأولى.
وتقديراً منها لفرقتها الموسيقية، شاركَها في الغناء قائد فرقتِها المايسترو أنطوان الشعك، الذي تفاجَأ الجمهورُ بجمال صوته ورقّةِ إحساسه، في أغنية «عيني بعينك»، حيث امتزجَ إحساس الإثنين رقّةً وقوّةً في آن، ناقلَين الحضورَ إلى عالم الموسيقى الصافية والجميلة التي بِتنا نفتقدها في أيامنا هذه. كذلك شاركَها الملحّن جورج مارديروسيان بغناء أغنية «عالصخرة».
وفي الختام أبَت نجوى كرم إنهاءَ حفلِها من دون توجيه رسالة إلى وطنها النازف في أغنية «لا تندَه أطرَش ما بيسمع»، وقدّمَت هذه الأغنية «لأنّو قلبنا رح يبجّ» قائلةً: «يعني القاتل لازِم يقتَل والمِش قابِل لازم يقبَل جايي دَورو وْبَدّو ينزَل بالآخِر في نزلة مَوت. ما الظالم خَيّ المحتلّ وقاف وقاف وقاف ولا تْخاف تْقلْو نحنا العقدة وْنحنا الحَلّ ونحنا وْنحنا مرجَعكن كلّو».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق